موضوع المؤتمر

يشهد عالم اليوم انتشارا واسعا للأزمات بمختلف أنواعها وأشكالها وتوجهاتها مما يستدعي توفر إرادة حقيقية وجهودا منظمه لمواجهتها وعلاجها بالطرق السليمة والفاعلة. 

وتحدث أغلب الأزمات في المجتمعات والمؤسسات المختلفة والمتنوعة اقتصادية، صحية، سياسية، أمنية، تعليمية وغيرها نتيجة لتغييرات مفاجئة تطرأ في بيئاتها الداخلية أو الخارجية، أو نتيجة لإهمال تاريخي أو وباء أو كوارث بشرية أو طبيعية. كما تحدث الأزمة نتيجة لنزاعات وحروب وصراعات ثقافية وفكرية وطائفية، أو تسرب معلومات مهمة. وأحيانًا تكون هذه المعلومات سرية أو استراتيجية، أو خطة جديدة، أو مشروع جديد إلى خارج المؤسسة والرأي العام. ويحدث عكس ما هو مخطط له مما يؤدي إلى إعادة تشكيل العلاقات بين الدول والشعوب والمؤسسات. وهذا يجعل وسائل الإعلام بمختلف أنواعها تأخذ موقفاً معيناً حيال هذه الأزمات بحسب توجهاتها وأهداف سياساتها التحريرية.

إذن فاستراتيجيات المواجهة للأزمات وأساليب إدارتها لها أسس عامة يجب أن تترجم إلى خطة تكون جاهزة للتطبيق. وتعتمد هذه الخطة في تنفيذها على السرعة، والعمل الجماعي، والطرق المنهجية العلمية، والهدوء، وعدم الانفعال طوال فترة معالجة الأزمة. وتكون مهمة الإعلام الأساسية في أوقات الأزمات مهما كان نوعها هي جعل المعلومات حول الأزمة متوفرة لدى الجمهور. وذلك باستخدام الكلمات، والرموز، والصور، وغيرها بما يحقق الفهم الصحيح للمعلومات واستخدامها في تجاوز الأزمة بأقل الخسائر.

وفي هذا الإطار يأتي هذا المؤتمر ليناقش جدلية العلاقة التي تربط بين وسائل الإعلام والأزمات التي أصبحت تحدث جدلاً كبيراً على صفحات الجرائد، والقنوات التلفزيونية، وشبكات الإنترنت، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويأتي ذلك عبر البحوث، ومناقشة ظهور وانتشار هذه الأزمات بمختلف أنواعها، والاستراتيجيات الكفيلة بمواجهتها، والوقاية من حدوثها. كما تتناول تداعياتها على الأفراد والمؤسسات والمجتمع خاصة في ظل التغيرات العميقة التي يعرفها المشهد الإنساني العالمي الراهن.