المقدمة

شهدت برامج الدراسات العليا في الجامعات السعودية الحكومية والأهلية خلال السنوات الماضية تطورًا وتوسعًا كبيرين، أدّيا إلى تعدد برامج الدراسات العليا وتنوعها، وازدياد عدد الحاصلين على الدرجات العلمية العليا بصورة واضحة . وإيمانًا بضرورة السعي إلى التطوير، وانطلاقًا من أهمية رصد واقع هذه البرامج؛ وضرورة مناقشة موضوع "الدراسات العليا" كمنظومة من البرامج والأنظمة التي تهم شريحة كبيرة من المستفيدين أفرادًا ومؤسسات، وتشكل ركيزة ذات أهمية كبيرة في العمل الأكاديمي والبحثي، عبر دراسات وبحوث علمية منهجية جادة، وورش عمل، تستهدف إيضاح مواطن القوة والضعف، وتحديد مستويات جودة هذه البرامج، وبصفة الرصد الفعلي لحقيقة هذه البرامج هو الطريق الحقيقي لوضع الأطر والخطوات والإجراءات التطويرية لها، جاءت فكرة هذا المؤتمر الذي يناقش كل ما يتعلق بالدراسات العليا في الجامعات السعودية (الماجستير والدكتوراه) . ويأتي هذا المؤتمر مبادرة من جامعة الملك خالد ممثلة في عمادة الدراسات العليا بالجامعة ليكون – بإذن الله – أول مؤتمر يتناول هذا الموضوع بهذا البُعد وهذا الشمول، وانطلاقًا من حرص العمادة على الإسهام في تطوير العمل الأكاديمي على مستوى جامعة الملك خالد والجامعات السعودية، وتناول القضايا الأكاديمية ذات الأهمية بالدراسة، ويميز هذا المؤتمر أنه يجمع ثلاثة أبعاد أكاديمية على درجة عالية من الأهمية : الإداري والعلمي والمهني، حيث يتناول المؤتمر جوانب أساليب إدارة الدراسات العليا ونظامها ولوائحها في الجامعات، ويناقش جوانب المحتوى العلمي والبعد البحثي لبرامجها، كما يتناول الجوانب المهنية التي تشكل جزءًا من هذه المنظومة ممثلة في البيئة الأكاديمية ومصادر التعلم وطرائق التدريس وغيرها، ويؤمل أن تسهم النتائج والتوصيات التي سيتمخض عنها المؤتمر – إن شاء الله – في تطوير الدراسات العليا في المملكة، وأن يشكل خطة عمل منهجية في هذا السياق، وأن يسهم في زيادة التنسيق والتكامل بين الجامعات في هذا المجال .  ويقام بالتزامن مع هذا المؤتمر العلمي المهم لقاء عمداء الدراسات العليا في الجامعات السعودية الثالث عشر والذي يقام في جامعة الملك خالد ويأتي في إطار التنسيق بين الجامعات وتبادل الخبرات فيما يخص الدراسات العليا، ويأتي هذا اللقاء تحت عنوان "مستقبل الدراسات العليا في الجامعات السعودية في ضوء المتغيرات المعاصرة"